في العشرينات من عمرك تقريبًا، قد تلاحظ بعض التغييرات التي تحدث للنظر وتظن أن الأمر مجرد ضعف نظر عادي، لكن في بعض الأحيان، تكون هذه هي العلامات الأولى لحالة تُعرف باسم “القرنية المخروطية”، والتي تثير في أذهان المصابين بها أسئلة لا تنتهي، مثل:

  • متى تتوقف القرنية المخروطية؟
  •  هل سأفقد بصري بالكامل؟
  • ما هي العلاجات المتاحة؟

في هذا المقال، سنجيب على كل هذه التساؤلات بمعلومات طبية دقيقة وموثوقة، لنرسم لك صورة واضحة حول طبيعة هذه الحالة وكيفية التعامل معها.

    ما هي القرنية المخروطية وأعراضها؟

    لمعرفة ما هي القرنية المخروطية، يجب أن تتخيل معنا أن قرينة عينك هي القبة المستديرة الثابتة التي ترى بها العالم الخارجي، وهي المسؤولة عن مرور الضوء بشكل صحيح على الشبكية.

    في حالة القرنية المخروطية، تبدأ أنسجة القرنية بالترقق وتفقد صلابتها تدريجيًا، وبسبب ضغط العين الطبيعي، تبرز القرنية الضعيفة إلى الخارج، متحولة من شكل القبة إلى شكل المخروط، هذا التغير في الشكل يؤدي إلى تشوه الصورة التي تصل إلى الدماغ.

    ينتج عن ذلك ظهور أعراض القرنية المخروطية التالية:

    • ضبابية وتشوه في الرؤية: الخطوط المستقيمة قد تبدو مائلة أو مموجة.
    • حساسية شديدة للضوء والوهج: خصوصًا أثناء القيادة ليلًا.
    • الحاجة لتغيير مقاسات النظارات الطبية بشكل متكرر: مع شعور دائم بأن الرؤية ليست واضحة تمامًا.
    • رؤية “ظلال” أو صور متعددة للجسم الواحد (Ghost Images).

    تعتبر القرنية المخروطية في سن الشباب هي الأكثر نشاطًا، حيث تكون الأعراض والتدهور في أسرع وتيرة، لذلك يُنصح دائمًا بمعالجة الأمر فور ملاحظتك له.

    اقرأ أيضًا: هل القرنية المخروطية تسبب الصداع

    أسباب القرنية المخروطية وعوامل الخطر

    حتى اليوم، لا يزال السبب الدقيق غير معروف بنسبة 100%، لكن الأبحاث تشير إلى أنه مزيج من العوامل الوراثية والبيئية، إليك أهم أسباب القرنية المخروطية:

    • الوراثة: وجود تاريخ عائلي للمرض يزيد من احتمالية الإصابة.
    • فرك العينين بقوة: هذه العادة السيئة قد تسرّع من تدهور الحالة أو حتى تساهم في ظهورها.
    • أمراض معينة: مثل الحساسية المزمنة (الرمد الربيعي)، متلازمة داون، وبعض أمراض النسيج الضام.
    • ضعف بنية القرنية: عندما يضعف إنتاج روابط الكولاجين التي تدعم بنية القرنية، يؤدي ذلك إلى جعل القرنية نفسها أكثر عرضة للتحدب ويكون ذلك بشكل غير طبيعي ومن السهل ملاحظته لأنه يؤثر على الشكل الخارجي.

    كيف يتم تشخيص القرنية المخروطية؟

    التشخيص المبكر يلعب دورًا محوريًا في نجاح علاج القرنية المخروطية أو أي مرض آخر مرتبط بالعين، لذلك، عند وجود شك لدى طبيب العيون بأنك قد تعاني من القرنية المخروطية، فإنه لا يكتفي بإجراء فحص النظر التقليدي فقط، بل ينتقل إلى مجموعة من الفحوصات المتقدمة لتأكيد التشخيص بدقة عالية.

    1- معرفة التاريخ المرضي بالتفصيل:

    هذه الخطوة تعتبر الأهم في مرحلة الكشف، حيث يبدأ الطبيب بجمع معلومات دقيقة عن الأعراض التي يعاني منها المريض وبعد ذلك يتجه إلى العائلة ويسأل عما إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بالقرنية المخروطية لأن عامل الوراثة يمكن أن يكون السبب في حدوث ذلك.

    2- تصوير القرنية باستخدام طبوجرافيا القرنية (Corneal Topography)

    التشخيص الدقيق يتم عبر فحص يسمى “طبوجرافيا القرنية” (Corneal Topography) يتم من خلاله تقديم خريطة ثلاثية الأبعاد لسطح القرنية لتوضيح سماكتها وشكلها بدقة متناهية، ويعتبر الأداة الأساسية لمتابعة مراحل تطور القرنية المخروطية.

    3- الفحص الإكلينيكي للعين واختبار حدة النظر

    يتم فحص العين بمجهر القرنية (Slit Lamp) لفحص شكل القرنية، والتأكد من عدم وجود أي تغييرات غير طبيعية في سطح القرنية أو بنيتها، وبعد ذلك يتم قياس قوة الإبصار وتحديد درجة الانحراف أو الاستجماتيزم.

    في حالة إذا كانت درجة الاستجماتيزم غير منتظمة أو في ازدياد مستمر، فقد يكون ذلك مؤشرًا على وجود قرنية مخروطية.

    متى تتوقف القرنية المخروطية؟

    هذا هو السؤال المحوري الذي يقلق كل مريض ” متى تتوقف القرنية المخروطية ؟” الإجابة ليست رقمًا ثابتًا للجميع، ولكن النمط العام الذي لاحظه الأطباء عبر آلاف الحالات هو كالتالي:

    • تبدأ القرنية المخروطية عادةً في الظهور والتطور في أواخر سن المراهقة أو أوائل العشرينات.
    • يستمر تطورها بشكل نشط خلال فترة العشرينات وأوائل الثلاثينات، بعد ذلك، يبدأ التطور في التباطؤ بشكل ملحوظ.

    بشكل عام، إذا كنت تسأل هل القرنية المخروطية تتوقف عند سن معين؟ نعم، في الغالبية العظمى من الحالات، يتوقف تطور المرض بشكل شبه كامل بين سن 35 و 40 عامًا، يُعرف هذا بـ استقرار القرنية المخروطية بعد الثلاثين أو الأربعين، حيث تصل القرنية إلى درجة من الصلابة الطبيعية مع التقدم في العمر تمنعها من البروز أكثر مما هي عليه.

    اكتشف كل ما يخص: العدسات الصلبة للقرنية المخروطية

    هل يجب علاج القرنية المخروطية أم الانتظار حتى تتوقف؟

    وصلنا هنا إلى أهم نقطة في المقال بأكمله: لا تنتظر أبدًا.

    في الماضي، كان الأطباء يكتفون بتصحيح النظر بالنظارات والعدسات اللاصقة، وينتظرون ليروا متى تتوقف القرنية المخروطية عن التطور، هذا المفهوم تغير بالكامل الآن، حيث يمكن علاجها بعملية بسيطة.

    يكون الهدف من هذه العملية هي تقوية روابط الكولاجين داخل القرنية، مما يزيد من صلابتها ويوقف تطور المرض بنسبة نجاح تتجاوز 95%، وبالتالي ستجد أنه تم تجميد الوضع كما هو ومنع تدهوره أكثر مع مرور الوقت.

    تعرف على: كيفية علاج القرنية المخروطية بالليزر

    أفضل طريقة للتعامل مع القرنية المخروطية

    الخطة المثالية للتعامل مع القرنية المخروطية تتلخص في التشخيص المبكر، بالإضافة إلى اتباع ما يلي:

    1. إجراء عملية تثبيت القرنية (CXL) بمجرد تأكيد وجود تطور في الحالة، هذه هي أهم طرق إبطاء تطور القرنية المخروطية أو إيقافه تمامًا.
    2. بعد استقرار الحالة، يمكن تصحيح النظر باستخدام النظارات الطبية في الحالات البسيطة، العدسات اللاصقة الصلبة أو الصلبة-اللينة (Hybrid) للحالات المتوسطة والمتقدمة، زراعة الحلقات داخل القرنية (Intacs) لتحسين شكل القرنية وتقليل التشوه.
    3. زيارة الطبيب بانتظام لمراقبة استقرار الحالة، هذه الخطوة ضرورية للغاية، وحتى بعد عملية التثبيت واستقرار الحالة، يجب أن تحصل على متابعة مع الطبيب إذا لزم الأمر.

    عند التعاون مع الدكتور أحمد سعيد، ستجد أن العملية بسيطة وسهلة لأنه يعتمد على أحدث التقنيات والأدوات التي تجعلك تحصل على نسبة نجاح تتعدى الـ90% وذلك بفضل خبرته وكفاءته خلال سنوات خبرته الطويلة، احجز استشارتك الآن وقم بعلاج القرنية المخروطية قبل فوات الأوان.

    الأسئلة الشائعة

    في أي عمر تتوقف القرنية المخروطية عادةً؟

    عادةً ما يتباطأ تطورها بشكل كبير في منتصف الثلاثينات ويتوقف تمامًا قرابة سن الأربعين، ومع ذلك، لا ينبغي أبدًا انتظار هذا العمر، بل يجب التدخل العلاجي لإيقاف التطور في أبكر وقت ممكن.

    هل يمكن أن تتوقف القرنية المخروطية من تلقاء نفسها؟

    نعم، هي تتوقف من تلقاء نفسها مع التقدم في العمر كما ذكرنا، لكن السؤال هو “بعد أي مدى من الضرر؟”، التدخل العلاجي يضمن توقفها قبل أن تسبب ضعفًا شديدًا في النظر، فهم متى تتوقف القرنية المخروطية طبيعيًا لا يعني تجاهل العلاج.

    ما هي العلامات التي تدل على توقف تطور القرنية المخروطية؟

    العلامة الدامغة هي ثبات قراءات طبوجرافيا القرنية على مدى فترتين للفحص (بفاصل 6 إلى 12 شهرًا)، بالإضافة إلى استقرار قياسات النظر وعدم تغيرها، الطبيب هو الشخص الوحيد القادر على تأكيد استقرار الحالة.