كالشيب الأبيض الذي يغزو الرأس فجأة مع التقدم بالعمر، تداهم المياه البيضاء العين عند كبار السن ومن تتخطى أعمارهم الخمسين عامًا، فتضعف رؤيتهم وتُصاب بالتشوش وعدم الوضوح، فما هي المياه البيضاء في العين؟ ولمَ تؤثر في الرؤية بالسلب إلى هذه الدرجة؟
لنتعرف إلى إجابة هذا السؤال ومزيد من التفاصيل الطبية عن مرض المياه البيضاء في العين بقراءة السطور التالية.
ما هي المياه البيضاء في العين؟
تتكون البنية التشريحية للعين من عدة أجزاء، منها القرنية، وهي الجزء الشفاف الخارجي من العين، والعدسة والقزحية، وهي الجزء الملون في العين، وكذلك الشبكية وهي نسيج داخلي لا يُمكن رؤيته بالعين المجردة فهو يُبطن الجزء الخلفي منها، ويضم داخله العصب البصري المسؤول عن نقل الصور إلى مراكز الرؤية والإبصار في المخ.
وحديثنا اليوم مخصص عن عدسة العين التي تتكون من مجموعة من البروتينات، وعادةً ما يُصيبها الضعف مع التقدم بالعمر، فتتحلل بروتيناتها تدريجيًا ويظهر ذلك على العين إذ يتحول لون العدسة إلى اللون الرمادي، وفي الفقرة التالية ستتعرف أكثر على تعريف المياه البيضاء في العين وكيف تتكون.
كيف تتكون المياه البيضاء على عدسة العين؟
تحدث المياه البيضاء نتيجة تغيرات في طبيعة عدسة العين كالتالي:
- تكتل البروتينات: تتكسر البروتينات المكونة لعدسة العين وتتجمع مع بعضها البعض.
- فقدان الشفافية: هذا التكتل يحول العدسة من شفافة إلى ضبابية (غائمة)، مما يمنع الضوء من المرور بشكل سليم إلى الشبكية، فتصبح الرؤية مشوشة.
- عوامل الخطر: رغم أن التقدم في العمر هو السبب الرئيسي، إلا أن هناك محفزات أخرى تسرع من هذه العملية، وأهمها: العوامل الوراثية، الأمراض المزمنة (مثل السكري)، إصابات العين المباشرة.
ما أسباب الإصابة بالمياه البيضاء على العين؟
أسباب تكون المياه البيضاء تتراوح بين أحد العوامل التالية:
العامل الذي لا مفر منه: التقدم في العمر
يُعد التقدم في السن السبب الرئيسي لظهور المياه البيضاء، مع مرور الوقت تتعرض بروتينات العدسة لعمليات طبيعية من الأكسدة والتآكل، فتفقد العدسة مرونتها وتتراكم فيها نواتج الأيض، مما يغيّر تركيبها الكيميائي ويؤدي إلى ظهور العتامة تدريجيًا.
عوامل مرتبطة بنمط الحياة والبيئة (يمكن التحكم فيها):
- التعرض المفرط لأشعة الشمس (UV): الأشعة فوق البنفسجية تسبب تلفًا تدريجيًا لبروتينات العدسة، لذا يُعد ارتداء النظارات الشمسية الواقية من UV خطوة وقائية أساسية.
- التدخين: المواد السامة في دخان السجائر تزيد من الإجهاد التأكسدي، ما يضاعف خطر الإصابة بالمياه البيضاء في سن مبكرة.
عوامل مرتبطة بالحالة الصحية (يمكن إدارتها):
- مرض السكري: ارتفاع السكر في الدم بشكل غير منضبط يؤدي إلى تراكم مادة السوربيتول داخل العدسة، مسببة تورمها وفقدانها الشفافية بوتيرة سريعة.
- الاستخدام الطويل للكورتيزون (Steroids): تناول الستيرويدات لفترات ممتدة سواء أقراص، بخاخات أو قطرات عيون قد يسبب نوعًا خاصًا من المياه البيضاء يُسمى العتامة تحت المحفظة الخلفية.
- إصابات العين المباشرة: الضربات القوية قد تؤدي إلى اضطراب ألياف العدسة وحدوث ما يُعرف بـ المياه البيضاء الرضّية، والتي قد تظهر مباشرة أو بعد سنوات.
علامات تدل على معاناتك من المياه البيضاء في العين
يجب أن تلاحظ أعراض المياه البيضاء التي يمكن أن تُسهل عملية الشفاء إذا اكتشفتها مبكرًا:
- تشوش الرؤية التدريجي (الضبابية)
- الوهج المزعج وحساسية الضوء
- ضعف الرؤية الليلية
- تغير مقاس النظارات باستمرار
اقرأ ايضا حول أعراض المياه البيضاء في العين
ما أنواع المياه البيضاء على العين؟
تختلف أنواع المياه البيضاء في العين بناءً على مكان الإصابة أو سببها، وتشمل 5 أنواع رئيسية:
- مياه بيضاء في المركز: تبدأ في منتصف العدسة، قد يشعر المريض بتحسن مؤقت في الرؤية القريبة (القراءة)، لكن سرعان ما تتحول العدسة للأصفر ثم البني، يؤدي هذا التحول إلى صعوبة في التمييز بين درجات الألوان.
- مياه بيضاء في الأطراف: تظهر كخطوط أو أسافين بيضاء على حواف العدسة الخارجية، تزحف هذه العتامة تدريجيًا نحو المنتصف لتعيق الرؤية.
- مياه بيضاء خلف العدسة: تتكون عتامة صغيرة خلف عدسة العين مباشرة، تتطور بشكل أسرع من الأنواع الأخرى، تؤثر بشدة على القراءة وتسبب انزعاجًا وهجًا عند التعرض للأضواء الساطعة.
- مياه بيضاء خلقية (منذ الولادة): يُولد بها الطفل أو تتطور في سنواته الأولى، ترجع أسبابها غالبًا لعوامل وراثية، أو إصابة الأم بعدوى أثناء الحمل، أو تعرض الجنين لضربة.
- مياه بيضاء ثانوية (مكتسبة): لا تحدث بمفردها، بل كنتيجة لمشكلة صحية أخرى، أشهر أسبابها: مرض السكري، أو الاستخدام الطويل لأدوية الكورتيزون.
كيف يمكن تشخيص المياه البيضاء داخل العين؟
تشخيص المياه البيضاء يبدأ باستماع الطبيب لتاريخ المريض الصحي والأعراض التي يشتكي منها، ثم يجري الفحوصات التالية:
اختبار حدة النظر:
- استخدام لوحة العلامات التقليدية لقياس مدى وضوح الرؤية لكل عين بشكل منفصل.
فحص المصباح الشِقي (Slit Lamp):
- جهاز يسلط ضوءًا مكثفًا لتكبير أجزاء العين الأمامية (القرنية، القزحية، والعدسة).
- يسمح للطبيب برؤية أي تشوهات أو عتامة بوضوح شديد.
فحص شبكية العين:
- يتم وضع قطرات لتوسيع حدقة العين.
- يستخدم الطبيب المنظار أو المصباح الشقي لفحص قاع العين والعدسة والتأكد من وجود المياه البيضاء ومدى تأثيرها.
نبذة عن تفاصيل إجراء عملية المياه البيضاء في العين
تعتمد جراحة إزالة المياه البيضاء على التخلص العدسة التالفة، واستبدالها بعدسة اصطناعية تُزرع في العين المُصابة لاستعادة القدرة على رؤية الأشياء بوضوح من جديد.
وتُصنف عملية المويه البيضاء بالعين ضمن الجراحات الصغرى يسيرة الإجراء التي لا تستغرق سوى بضع دقائق وتتمتع بنسب نجاح مرتفعة، ونادرًا ما يتعرض المريض بعدها لمُضاعفات خطيرة.
تعرف على كل شيء يخص عملية المياه البيضاء في العين الآن!
كيف يؤثر إعتام عدسة العين في مستوى الرؤية؟
عندما تتحلل بروتينات عدسة العين تفقد قدرتها على تجميع الصور المختلفة، بالتالي لن تقوم بوظيفتها في إرسال الصور وتجميعها في نقطة أمام الشبكية كما هو معتاد لنقلها إلى العصب البصري ثم المخ، وهي حالة تُعرف باسم المياه البيضاء أو “كاتاراكت العين”، وبالتالي يكون تأثير المياه البيضاء على الرؤية واضح وكبير.
هل من السهل علاج المياه البيضاء في العين؟
نعم، اليوم يُعتبر علاج المياه البيضاء من أبسط وأكثر العمليات الطبية أمانًا ونجاحًا، وذلك لأنها:
- عملية سريعة تستغرق من 10 إلى 15 دقيقة فقط لكل عين.
- لا ينتج عنها أي شعور بالألم بسبب وضع المريض تحت تأثير تخدير موضعي بقطرات مخدرة.
- تدخل جراحي بسيط من خلال شق متناهي الصغر لا يحتاج عادة إلى غرز.
- لا تحتاج إلى وقت طويل للتعافي منها حيث يتحسن النظر بدءًا من اليوم التالي.
ماذا عن تشوش الرؤية من جديد بعد الجراحة؟
رُغم تأكيد الأطباء على عدم إمكانية الإصابة بالمياه البيضاء مرة أخرى بعد الخضوع للعملية، يُعاني بعض المرضى من عتامة العين وتشوش الرؤية من جديد، فما السبب؟
يعود تشوش الرؤية وضبابيتها بعد عملية البيضاء في العين إلى حدوث خطأ طبي يتمثل في عدم إزالة نسيج العدسة التالفة بالكامل في أثناء إجراء العملية، أو قد يكون سببه عتامة محفظة عدسة العين الخلفية، الأمر الذي يتسبب في تشوش الرؤية أيضًا.
في جميع الأحوال يُمكن السيطرة على ضبابية الرؤية التي يتعرض لها بعض المرضى بعد عمليات المياه البيضاء، عن طريق إعادة الجراحة والتدخل بالليزر سواء لإزالة الأنسجة المتبقية من العدسة أو التخلص من عتامة محفظة عدسة العين الخلفية.
ويُمكننا الوقاية من حدوث تلك المُضاعفات عن طريق اختيار جراح عيون متمرس وذي خبرة واسعة في مجال جراحات المياه البيضاء تحديدًا لضمان إجراء الجراحة بدقة ومهارة ودون أي أخطاء طبية، لذا ننصحكم باللجوء إلى الدكتور أحمد سعيد.
هل يمكن الوقاية من المياه البيضاء في العين؟
بعد قراءة السطور السابقة ومعرفة مدى تأثير الإصابة بالمياه البيضاء في القدرة على الرؤية، لعلك تتساءل الآن عن كيفية الوقاية من المياه البيضاء في العين.
تندرج المويه البيضاء بالعين ضمن الأمراض الطبيعية التي تظهر عند التقدم في العمر والتي لا توجد وسيلة مؤكدة للوقاية منها، فقط يمكن تجنب بعض العوامل التي يتُسهم في تأخير ظهور المرض، مثل:
- الإقلاع عن التدخين، فقد يزيد التدخين من فرص الإصابة بالمرض لتأثيره السلبي في الأوعية الدموية في الجسم بما فيها الممتدة في العين، فيحد من تدفق الدم إلى العدسة ويقلل من وصول المغذيات إليها.
- الحفاظ على مستوى السكر وضغط الدم ضمن نطاقهما الطبيعي، فعادة ما تتسبب تلك الأمراض المزمنة في إلحاق الضرر بأنسجة العين في حال ارتفاع مستوى أي منهم.
- الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن، وأهمها الخضراوات والفاكهة، لإمداد الجسم بالعناصر الغذائية الضرورية للحفاظ على صحة الأنسجة.
في العموم لا تقلق لأنك الآن تعرف ما هي المياه البيضاء في العين وكيف يُمكن التعامل معها والتعافي منها نهائيًا بلا رجعة.
أفضل دكتور مياه بيضاء في مصر
يعملالدكتور أحمد سعيد كاستشاري تصحيح الإبصار والمياه البيضاء في العين بالمستشفى الجوي التخصصي، ولقد حصل على درجة الأستاذية في طب وجراحة العيون بكلية الطب جامعة الزقازيق، لذا فهو خير من تلجأ له للتخلص من المياه البيضاء في العين دون الخوف من مخاطر أو مُضاعفات الجراحة.
يمكنكم استشارة الدكتور أحمد سعيد حول مشكلتكم مع المياه البيضاء وغيرها من تشوهات الإبصار عبر التواصل معنا على الأرقام الموجودة على الموقع وحجز موعد.
اقرأ المزيد من المواضيع حول
