متى تتحسن الرؤية بعد عملية المياه الزرقاء؟

تُعد المياه الزرقاء من المشكلات المقلقة للمرضى نظرًا لأنها قد تُعرضه لخطر فقدان البصر، إذ يُعاني البعض في إثرها من الإحساس بضعف البصر وتشوّش الرؤية، ولذلك يتجهون مسرعين إلى طبيب العيون أملًا في العلاج.

وتُعد عملية المياه الزرقاء من الاختيارات الجيدة التي يقترحها الطبيب لتخفيف ضغط السوائل على العين وبالتالي شفائها وعودة الرؤية إلى طبيعتها، وفي هذا الصدد قد يسأل المريض: متى تتحسن الرؤية بعد عملية المياه الزرقاء؟

    ما هي عملية المياه الزرقاء؟

    تعد جراحة الجلوكوما تدخلًا طبيًا دقيقًا يهدف بشكل أساسي إلى خفض ضغط العين المرتفع (Intraocular Pressure) إلى مستويات آمنة، وذلك لحماية العصب البصري من التلف الإضافي ومنع فقدان البصر الدائم، تختلف هذه الجراحة عن عمليات تصحيح النظر، حيث أن هدفها “وقائي” للحفاظ على ما تبقى من النظر وليس تحسينه، وتعتمد ميكانيكية العمل فيها على تحسين ديناميكية تصريف السوائل داخل العين.

    كيف تُجرى عملية المياه الزرقاء بالليزر؟

    عادة ما يصف الطبيب للمريض في البداية بعض أنواع قطرات العين، وفي حالة لم تجدي نفعًا يلجأ إلى عملية المياه الزرقاء بالليزر.

    وفي هذه العملية، يستخدم الطبيب الليزر لفتح القنوات الدمعية -أنابيب تمر داخل العين إلى الأنف وظيفتها تصريف الدموع-المسدودة في العين لتصريف السوائل ومن ثم تخفيف الضغط داخل العين وبالتالي شفائها.

    متى تتحسن الرؤية بعد عملية المياه الزرقاء؟

    تعتمد درجة تحسن الرؤية بعد عملية المياه الزرقاء على نفس العوامل التي بينّها سابقًا في نسبة النجاح، وفي العموم يشعر المريض بتحسن ملحوظ بعد مرور أسبوعين أو ثلاثة أشهر.
    وبالرغم من أن عملية المياه الزرقاء لا تُعيد البصر إلى حالته الأولى بصورة كاملة، يُعد الخضوع لها خطوة حاسمة في الحدّ من زيادة تضرر البصر وتحسينه بدرجة مقبولة تكفل للمريض عيش حياة صحية.

    اضغط ها لقراء ة المزيد حول الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء في العين

    أسباب تأخر تحسن الرؤية بعد العملية

    في الفترة المباشرة التي تلي جراحة الجلوكوما، من المتوقع فسيولوجيًا أن يعاني المريض من تشوش في الرؤية وعدم استقرار بصري، وذلك نتيجة التغيرات الديناميكية المفاجئة في ضغط العين واستجابة الأنسجة للتدخل الجراحي، لا يدل هذا التشوش بالضرورة على فشل العملية، بل هو جزء من مرحلة الالتئام الطبيعي التي قد تمتد لعدة أسابيع.

    • انخفاض ضغط العين المؤقت (Hypotony): قد ينخفض الضغط بشدة في الأيام الأولى، مما يسبب ارتخاءً بسيطًا في طبقات العين وتغيرات في تحدب القرنية والشبكية تؤثر على وضوح الرؤية.
    • تغير الانكسار الضوئي: تسبب الغرز الجراحية وتغير توتر العين حدوث “استجماتيزم” مؤقت، مما يغير مقاسات النظر حتى يتم فك الغرز أو استقرار الجرح.
    • استخدام قطرات توسيع الحدقة: يتطلب البروتوكول العلاجي أحيانًا استخدام قطرات توسع الحدقة لمنع الالتصاقات، مما يسبب زغللة وصعوبة في القراءة.
    • الالتهاب ما بعد الجراحي: حدوث وذمة (تورم) في القرنية أو وجود خلايا التهابية في الغرفة الأمامية للعين قد يعيق مرور الضوء بوضوح.

    أعراض ما بعد عملية المياه الزرقاء

    تستغرق عملية المياه الزرقاء نحو ساعة، ويمكن للمريض أن يعود إلى المنزل في نفس اليوم بعد انتهائها، وقد يشعر خلال الأيام التالية لها ببعض أعراض بعد عملية المياه الزرقاء، والتي تتضمن:
    • وخز أو ألم خفيف في العين، ويصف الطبيب بعض المسكنات للتخلص منها.
    • احمرار العين في الأيام الأولى بعد العملية.
    • مُعاناة المريض من الرؤية المشوشة.
    • الحساسية تجاه الضوء.
    • زيادة الإفرازات الدمعية لدى المريض في الأيام الأولى.

    لذلك يمكن أن تصل مدة التعافي بعد عملية المياه الزرقاء لبضعة أيام وقد تصل إلى أسبوع.

    العلامات التي تدل على نجاح عملية المياه الزرقاء

    يُقاس نجاح جراحة الجلوكوما بمعايير سريرية (إكلينيكية) محددة تختلف عن معايير عمليات المياه البيضاء، حيث لا يعتبر تحسن حدة البصر هو المؤشر الأساسي، بل يكمن النجاح في تحقيق “الاستقرار الفسيولوجي” للعين وحماية العصب البصري.

    • الوصول لضغط العين المستهدف (Target Pressure): استقرار قياسات ضغط العين ضمن الحدود الآمنة التي حددها الطبيب مسبقًا، سواء بوجود قطرات مساعدة أو بدونها.
    • تكون وسادة تصريف فعالة: ظهور انتفاخ بسيط وضحل تحت الجفن العلوي (Bleb) عند الفحص بالمصباح الشقي، مما يدل على أن السائل يتم تصريفه بنجاح خارج العين.
    • ثبات مجال الرؤية (Visual Field): عدم تسجيل أي تدهور إضافي في فحص مجال الإبصار الدوري مقارنةً بما قبل العملية.
    • استقرار العصب البصري: توقف التغيرات التشريحية في رأس العصب البصري وعدم زيادة التقعر (Cupping) عند تصويره مقطعيًا.

    نصائح الطبيب بعد عملية المياه الزرقاء

    سيوجه لك الطبيب مجموعة من تعليمات ما بعد عملية المياه الزرقاء لكي تتحسن الرؤية في أقصر وقت ممكن، ومن هذه النصائح:

    • تغطية العين لحمايتها من الإصابات الخارجية.
    • منع وصول الماء إلى العين.
    • تجنب لمس العين والحرص على غسل اليدين جيدًا قبل لمسها أو وضع القطرة بها.
    • الامتناع عن القيادة.
    • الراحة والاسترخاء لبضعة أسابيع بعد العملية بما يتضمن تجنب الانحناء أو رفع أشياء ثقيلة.
    • الذهاب إلى الطبيب بصورة دورية للتأكد من أن عملية التئام العين تسير بصورة جيدة.

    الممنوعات بعد عملية المياه الزرقاء

    العناية بعد عملية المياه الزرقاء أمرًا ضروريًا، حيث يجب معرفة بعض الممنوعات التي تتمثل في:

    • تجنب مناورة فالسالفا (Valsalva maneuver): يُمنع الحزق الشديد، السعال العنيف، رفع الأوزان الثقيلة، أو الانحناء الكامل للأسفل (الركوع والسجود الطويل)، لأنها ترفع ضغط العين فجأة وقد تسبب نزيفًا.
    • عدم فرك العين نهائيًا: يُحظر لمس أو فرك العين لتجنب تسريب السوائل من الجرح أو إتلاف وسادة التصريف الحديثة.
    • منع وصول الماء للعين: يجب تجنب غسل الوجه بالماء المباشر أو السباحة لتقليل خطر انتقال العدوى البكتيرية لداخل العين.
    • إيقاف النشاطات المجهدة: الامتناع عن القيادة والرياضة العنيفة حتى يسمح الطبيب بذلك بعد التأكد من استقرار الضغط.

    مضاعفات محتملة بعد العملية

    تُصنف عملية المياه الزرقاء ضمن العمليات الآمنة إلى حد كبير، ومع ذلك فهناك احتمالية ضئيلة لحدوث بعض المضاعفات بعدها مثل:
    • ضعف البصر، ويحدث ذلك لنحو واحد من كل عشرة مُصابين.
    • النزيف والعدوى ويظهر ذلك في نحو واحد من ألف شخص خضع للعملية.
    • ارتفاع أو انخفاض ضغط العين.
    • مشكلات في القرنية.

    وفي هذا الصدد من المهم أن يكون الطبيب الجرّاح على درجة عالية من الخبرة والكفاءة حتى يستطيع تجنب المضاعفات، ويكون قادرًا على التعامل معها بصورة سليمة في حال حدوثها.

    نسبة نجاح عملية المياه الزرقاء

    تتأثر نسبة نجاح عملية المياه الزرقاء بعدة عوامل، هي:
    • نوع العملية: إذ توجد تقنيات مختلفة لإجراء عملية المياه الزرقاء.
    • عدد مرات خضوع المريض لعمليات جراحية في العين، يؤثر ذلك في نسبة نجاح عملية المياه الزرقاء.
    • موعد الخضوع لعملية المياه الزرقاء، فكلما أُجريت العملية في مرحلة مُبكرة زادت نسبة نجاحها.

    وبصورة عامة تصل نسبة نجاح عملية المياه الزرقاء إلى نحو 90%.

    الفرق بين المياه البيضاء والمياه الزرقاء

    رغم أن كلًا منهما من أمراض العيون الشائعة لدى كبار السن، إلا أنهما يختلفان جذريًا في الطبيعة المرضية (Pathophysiology)، وموقع الإصابة، والمآل البصري (Prognosis).

    طبيعة المرض ومكانه:

    • المياه البيضاء: هي عتامة في “عدسة العين” تحجب الضوء.
    • المياه الزرقاء: هي تلف في “العصب البصري” غالبًا بسبب ارتفاع ضغط العين.

    قابلية العلاج والاسترجاع:

    • المياه البيضاء: حالة “عكوسة”، أي يمكن استعادة النظر بالكامل بعد إجراء العملية وزراعة عدسة جديدة.
    • المياه الزرقاء: حالة “غير عكوسة”، فما يُفقد من النظر نتيجة تلف العصب لا يمكن استعادته، والعلاج يهدف فقط للحفاظ على ما تبقى.

    الأعراض:

    • المياه البيضاء: ضبابية تدريجية في الرؤية، بهتان الألوان، وهج ليلي.
    • المياه الزرقاء: غالبًا ما تكون “صامتة” بلا أعراض في بدايتها (سارق البصر)، وتؤثر أولًا على الأطراف (الرؤية الجانبية) قبل أن تصل للمركز.

    تعرف على المزيد من المواضيع حول: