تعرف إلى أسباب قرحة العين وأبرز أعراضها 

تُعد قرحة العين من الحالات العينية الخطيرة التي تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا، إذ إنّ إهمالها قد يؤدي إلى مضاعفات شديدة قد تصل في بعض الأحيان إلى فقدان البصر.

في هذا الدليل، نستعرض لك أبرز أسباب قرحة العين، والعلامات التحذيرية التي تميّزها، إضافةً إلى أفضل طرق العلاج الحديثة التي تساعد على استعادة صحة القرنية ومنع تفاقم الحالة.

    ما هي أسباب قرحة العين؟

    من أبرز أسباب قرحة العين الإصابة بالعدوى، إذ تبدأ على هيئة التهاب بالقرنية ثم تتطور فيما بعد إلى تقرح بالعين، وتظهر العدوى على صور عدة:

    • بكتيرية: تُعد أكثر أسباب قرحة العين شيوعًا، وتنتشر بصفة خاصة بين الأشخاص الذين يرتدون العدسات اللاصقة لفترات طويلة حتى في أثناء النوم، ولا يحرصون على تنظيفها وتعقيمها.
    • فيروسية: وتنجم عن الإصابة بفيروس الهربس.
    • فطرية: وتشيع بين الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.
    • طفيلية: وتكثر بين الأشخاص الذين يهملون تعقيم العدسات اللاصقة.

    كذلك توجد بعض الأسباب الأخرى التي تسبب قرحة العين، مثل الأمراض المناعية، ونقص فيتامين (أ) المسئول عن بناء وتجديد نسيج العين.

    العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بقرحة العين

    توجد عديد من العوامل التي يمكن أن تكون أسباب قرحة العين، ومنها:

    • ارتداء العدسات اللاصقة لفترات طويلة وأثناء النوم.
    • جفاف العين.
    • التهاب الجفون.
    • النوم دون إغلاق الجفون تمامًا.
    • نمو الرموش لداخل العين.
    • الإفراط في استخدام القطرات التي تحتوي على الكورتيزون.
    • الإصابة بمرض السكري.
    • الخضوع لعمليات جراحية بالعين سابقًا.

    أبرز الأعراض الدالة على الإصابة بقرحة العين

    غالبا ما تظهر قرحة العين في عين واحدة فقط، وتشمل الأعراض ما يلي:

    • وجود بقعة بيضاء أو رمادية على العين -في بعض الحالات تكون صغيرة للغاية لا يمكن رؤيتها-، وهذه من أهم الأعراض التي تؤكد الإصابة بالقرحة.
    • احمرار شديد بالعين، وغزارة الدموع.
    • الشعور بألم شديد بالعين.
    • عدم الراحة، والشعور دائمًا بوجود شيء مزعج في العين.
    • وجود إفرازات أو صديد.
    • تشوش الرؤية.
    • تورم الجفون.

    هل قرحة العين خطيرة؟

    نعم، تُعد قرحة العين من الحالات الخطيرة التي تسبب أضرارًا بالغة بالقرنية، قد تصل إلى العمى عند التغافل عن علاجها وعدم اكتشاف أسباب قرحة العين في الوقت المناسب أيضًا، لذلك إذا كنت تعاني من أعراض قرحة العين ننصحك بضرورة التوجه إلى الطبيب فورًا، لتفادي أي مضاعفات.

    الفرق بين أعراض قرحة العين والالتهاب البسيط في القرنية

    قد يختلط الأمر على البعض فيما يتعلق بمعرفة الفرق بين أعراض قرحة العين والالتهاب البسيط في القرنية، لذلك فيما يلي سنوضح لك أعراض كل منهما حتى تُفرق بينهما بسهولة، لكن هذا لا يعني عدم استشارة الطبيب، بل يجب أن يكون الطبيب معك خطوة بخطوة.

    أعراض الالتهاب البسيط (Keratitis):

    • إحساس بوجود جسم غريب أو خدش في العين.
    • احمرار وتهيج متوسط في العين.
    • دموع غزيرة وحساسية خفيفة للضوء.
    • ضبابية بسيطة ومؤقتة في الرؤية.

    أعراض قرحة القرنية (Corneal Ulcer):

    • ألم شديد وحاد ومستمر في العين.
    • ظهور بقعة بيضاء أو رمادية واضحة على القرنية (الجزء الشفاف من العين).
    • ضبابية شديدة في الرؤية قد تصل إلى فقدان ملحوظ للبصر.
    • حساسية شديدة جدًا للضوء (عدم القدرة على فتح العين في الإضاءة).

    وسائل تشخيص قرحة العين

    يهدف تشخيص قرحة القرنية إلى معرفة أسباب قرحة العين من البداية، وبناءً عليها تحديد خطة العلاج المناسبة للمريض، ويتضمن التشخيص إجراء الفحوصات التالية:

    • فحص المصباح الشقي، وفيها يسلط الطبيب ضوءًا على العين لمعرفة المشكلات التي تعانيها.
    • وضع صبغة مضيئة على سطح العين، توضح الأماكن المصابة بالقرحة.
    • أخذ عينة من نسيج العين وفحصها بالميكروسكوب.

    علاج قرحة العين

    بعد التشخيص الطبي الدقيق ومعرفة سبب قرحة العين، يوصي الطبيب في خطة العلاج باستخدام أحد الأدوية التالية:

    • قطرات مضادة للفطريات.
    • مضاد حيوي يمكن أخذه على هيئة حقن أو أدوية فموية أو قطرات.
    • قطرات لعلاج قرحة العين مضادة للالتهاب.

    وإذا لم يجدي العلاج بالأدوية نفعًا، وهنا يلجأ الطبيب إلى زراعة القرنية عبر الاستئصال الجراحي لنسيج القرنية المصاب واستبداله بأخرى جديدة من المانح.

    وفي أثناء رحلة العلاج من الضروري تجنب بعض العادات التي تضر بالعين، وتؤثر في سرعة الشفاء، منها:

    • ارتداء العدسات اللاصقة.
    • استخدام مستحضرات تجميل للعين.
    • لمس العين بصورة متكررة.

    كم يستغرق علاج قرحة العين؟

    يتطلب علاج قرحة العين عدة أيام قد تصل إلى نحو أسبوع أو عدة أشهر في حالة الخضوع لعملية جراحية، ما يعني أن الأمر الذي يتعلق بـ متى تشفى قرحة العين متوقف على شدة حالة المريض.

    مخاطر إهمال علاج قرحة العين

    يتسبب إهمال العلاج في ظهور مضاعفات قرحة العين التي تتمثل في:

    • تكوين ندب على قرنية العين مما يؤثر في قوة البصر.
    • انخفاض حدة البصر، وبعض الحالات قد يصل الحال إلى العمى.
    • إعتام عدسة العين.

    الوقاية من قرحة العين

    لحماية العين من القرح والالتهابات، يجب اتباع الإجراءات الوقائية التالية:

    • الالتزام بالنظافة الشخصية: الحرص الدائم على غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل ملامسة العين أو المنطقة المحيطة بها لتجنب نقل البكتيريا والجراثيم.
    • الاستخدام الآمن للعدسات اللاصقة: عدم النوم بالعدسات نهائيًا، تعقيم وتنظيف العدسات بالمحاليل المخصصة لها بانتظام وبشكل دقيق.
    • حماية العين من الإصابات: ارتداء النظارات الواقية عند ممارسة الأعمال التي قد تعرض العين للغبار، الشظايا، أو المواد الكيميائية.
    • تجنب العادات الضارة: الامتناع عن فرك أو حك العين، خاصة إذا كانت اليد غير نظيفة، لتجنب خدش القرنية.
    • خصوصية أدوات التجميل: عدم مشاركة مستحضرات تجميل العيون (مثل الماسكارا أو الكحل) مع الآخرين، والتأكد من جودتها وصلاحيتها لمنع انتقال العدوى.
    • الرعاية الطبية الفورية: عدم إهمال أي التهاب بسيط أو احمرار في العين وعلاجه سريعًا.

    وفي نهاية حديثنا نستنبط أن التهاون في علاج قرحة العين قد يسبب الكثير من المضاعفات والمشكلات غير المرغوبة، إذ تُعد من الحالات التي تستدعي التدخل الطبي في أقرب وقت ممكن، كما تعتبر خطوة تحديد أسباب قرحة العين في الوقت المناسب من الخطوات التي قد تحدث فارقًا كبيرًا في رحلتك العلاجية.

    الأسئلة الشائعة

    هل قرحة العين تسبب العمى؟

    نعم، تقرحات العين بشكل عام إذا أُهمل علاجها أو كان العلاج غير فعال، يمكن أن تترك ندبة دائمة على القرنية تعيق الرؤية، أو تتطور لتثقب العين وتسبب التهابًا داخليًا، مما قد يؤدي إلى فقدان البصر بشكل دائم.

    متى تختفي قرحة العين؟

    لا يمكن تحديد الوقت بشكل صريح لأن مدة الشفاء تعتمد كليًا على حجم القرحة وعمقها وسببها (بكتيري، فيروسي، أو فطري)، القرحات السطحية البسيطة قد تلتئم خلال أسبوع إلى أسبوعين مع العلاج المكثف، بينما الحالات العميقة أو الناتجة عن فطريات قد تستغرق عدة أسابيع أو أشهر لتشفى تمامًا.

    ما الفرق بين قرحة القرنية والالتهاب العادي؟

    الالتهاب العادي (Keratitis) يكون عبارة عن تهيج وتورم في نسيج القرنية، أما قرحة القرنية (Corneal Ulcer) يكون دائمًا أخطر بكثير من الالتهاب حيث يحدث تآكل وفقدان فعلي لجزء من أنسجة القرنية، مكونًا حفرة أو جرحًا مفتوحًا على سطحها، كل قرحة هي نتيجة التهاب شديد، ولكن ليس كل التهاب يتطور ليصبح قرحة.

    اقرأ المزيد من المواضيع حول: