القائمة

السوشيال ميديا

تابعنا علي المنصات المختلفة

شكل القرنية المخروطية: أسباب ظهورها ووسائل تصحيحها

القرنية طبقة شفافة موقعها مقدمة العين تسمح بنفاذ الضوء وتركيزه على الشبكية، حيث يقع العصب البصري، وهي ليست بمُسَطّحَة (Flat) إنما تأخذ شكل “القُبّة” أو نصف الكرة، ما يسمح بأداء وظيفتها على النحو المطلوب، ويحقق الرؤية الواضحة للشخص.

ولكن قد يتبدّل حال تلك الطبقة إلى وضعٍ سيء، فيتشوّه سطحها إثر معاناة مرض القرنية المخروطية – keratoconus، وهو ما يدعونا للتساؤل: ما شكل القرنية المخروطية؟ وما الأسباب التي تؤدي إلى تشوّه شكل القرنية من الأساس؟

    شكل القرنية المخروطية وتأثيره في جودة الرؤية

    المخروط هو أقرب شكل هندسي يُحاكي شكل القرنية المخروطية ويُقربّه إلى الأذهان، فالقرنية المخروطية قمتّها مُدببة بارزة إلى الأمام (خارج مستوى العين) تمامًا كالمخروط الذي يمتلك رأسًا مدببًا.

    وإنّ تحوُّل شكل القرنية الطبيعي إلى ذلك الشكل المُحدّب سيُعدّ تشوهًا لا مُجرد تغيّر، فتحدُّب القرنية يمنع تجمُّع أشعة الضوء بطريقة سليمة عند سقوطها على الشكبية، وعليه يعاني المريض اضطرابات متعددة في الرؤية.

    كيف يرى مريض القرنية المخروطية؟

    يرى مريض القرنية المخروطية هالات وأشِعَة كثيرة متداخلة حول مصادر الأضواء الساطعة ليلًا، ما يُشتت تركيز عينه ويُصيبه بالصداع، فيصعب عليه قيادة السيارة أو المشي أو القراءة خلال ساعات الليل، ذلك إضافةً إلى معاناته ضعف الرؤية عمومًا.

    وإذا أراد التكيّف مع اضطرابات الرؤية التي يشكوها عبر ارتداء النظارة الطبيّة، فسوف يحتاج إلى تغيير قياسات عدساتها على فترات زمنية متقاربة، وكل ذلك يتداخل مع جودة حياته فيؤثر فيها سلبًا.

    لذلك ينبغي للمريض زيارة طبيب العيون من أجل الخضوع للفحص والتأكد من كون شكل القرنية المخروطية سببًا رئيسيًا في ظهور تلك الأعراض ومن ثمّ بدء الرحلة العلاجية.

    أسباب عديدة وراء ظهور شكل القرنية المخروطية في نتائج الفحص

    ظهور شكل القرنية المخروطية في نتائج الفحوصات التشخيصية كفحص “طبوغرافيا القرنية” يعود إلى مجموعة من الأسباب بيّنتها الأبحاث والدراسات العلمية عبر السنوات.

    ففي دراسة علمية نشرتها دورية “نيتشر” (Nature) العالمية عام 2013، كشف الباحثون أنّ العوامل الجينية/الوراثية، وفرك العين بقوّة وإفراط، وارتداء العدسات اللاصقة فترات زمنية طويلة، وضعف روابط الكولاجين الداخِلة في تكوين نسيج القرنية أو تغيّر طريقة تداخلها (Cross-linking pattren)، كلها تُعد من أسباب القرنية المخروطية.

    لفهم أعمق..

    فرك العين القويّ يُهيج نسيج القرنية ويُشكّل ضغطًا ميكانيكيًا عليه، مما يؤدي إلى تغيّر شكلها، وإنّ ارتداء العدسات اللاصقة باستمرار يمنع وصول الأكجسين إلى خلايا القرنية، ما يُضعِف سطحها ويُعرّضه للتشوّه، وضعف روابط الكولاجين يترتب عليه ضعف القرنية نفسها ورقة سُمكها مما يزيد فرص تحدّبها.

    مدى تطوّر مراحل القرنية المخروطية يُحدد الأسلوب العلاجي

    يختلف شكل القرنية المخروطية بين مريض وآخر وفقًا لمرحلة المرض ومدى تفاقم الحالة، فكلما كانت حالة المريض متأخرة زادت درجة تحدّب القرنية مقارنة بغيره من المرضى الذين يعانون إحدى مراحل المرض الأوليّة.

    ولكل مرحلة من شكل القرنية المخروطية الخطة العلاجية الفعالة التي غالبًا ما تضمن أحد الإجراءات الجراحية التالية:

    عملية تثبيت القرنية

    تهدف عملية تثبيت القرنية إلى علاج القرنية المخروطية في المراحل الأوليّة، وهي عملية قائمة على خطوتين رئيسيتين تُسهمان في بناء روابط جديدة بين ألياف الكولاجين المُكّوِنة للقرنية بما يُقوِّم سطحها ويُقوِّيه، وهما: وضع قطرة “ريبوفلافين” في عين المريض ثم توجيه الأشعة فوق البنفجسية عليها.

    عملية زراعة الحلقات

    عملية زراعة الحلقات مناسبة لعلاج حالات القرنية المخروطية المتوسطة، وخلالها يُدخِل الطبيب حلقة مرنة بين أنسجة القرنية من أجل تصحيح تشوهاتها، مُستعينًا بأشعة الليزر لصُنع “نفق” يسمح بدخول تلك الحلقة.

    عمليات زاعة القرنية

    إذا وصل شكل القرنية المخروطية إلى أقصى مستويات التشوّه، لن تصلح عمليات تثبيت القرنية أو زراعة الحلقات في تحقيق الشفاء الكامل للمريض، وحينئذ يلجأ الطبيب إلى إجراء إحدى عمليات زراعة القرنية.

    زراعة القرنية الجزئية (ترقيع القرنية)

    تتضمن عملية ترقيع القرنية استبدال طبقة القرنية الخارجية التي تعتريها التشوهات بطبقة أخرى سليمة، دون المساس بالطبقات الأصلية السليمة.

    زراعة القرنية الكاملة

    تشتمل هذه العملية على الاستئصال الكامل لقرنية المريض، ثم زراعة قرنية أخرى سليمة.

    أخيرًا: احذر تقدُّم مراحل القرنية المخروطية

    كلما تطوّر مرض القرنية المخروطية بُنيت الخطة العلاجية على تدخل جراحي أكثر دقةً وحساسية، وعانى المريض مضاعفات مؤرقة أبرزها الانخفاض الشديد في مستوى النظر، الذي يُعيق عن الانخراط في الأنشطة الاجتماعية وينعكس سلبًا في نمط الحياة، وتُعرف هذه الحالة بالعمى الوظيفي.

    وبناءً على ما سبق، نؤكد -خلال نهاية مقالنا اليوم- على ضرورة حصول المريض على تشخيص مبكر فور ملاحظته أي من اعراض القرنية المخروطية التي ذكرنها من أجل تيسير رحلة العلاج وتفادي المضاعفات التي تؤثر بصورة كبيرة في نمط الحياة.

    اقرأ المزيد من المواضيع حول: